يمكن التغلب على الاكتئاب والقلق ببيئة ميكروبية صحية!

  • BlogBlog
  • 16 مارس 2023

إنَّ السَّعادَةَ للإنسانِ مُرتَبِطَةٌ بالهُرموناتِ، ومِنَ الهُرموناتِ التي تُساهِمُ في جَعلِهِ سَعيدًا هُرمونُ السَّعادَةِ السَّيروتونين، والذي يُفرَزُ فَقَط 10% مِنهُ في الدِّماغِ، بَينَما يُنتِجُ النِّسبَةُ الباقِيةُ 90% مِنهُ في الأمعاء. وهذه النِّسبَةُ كَبيرةٌ لا يُمكِنُ تَجَاهُلُها.

قُدِّمَتْ دِراسَاتٌ عَلمِيَّةٌ تَثبُتُ أَنَّ نَقصَ السَّيروتونين يُؤدِّي إلى الاكتئابِ، وصُعُوبَةِ النَّومِ، والعُصَبِيَّةِ، ومُشاكِلَ القَلَقِ الَّتي يَشهَدها العُدُّ كبيرٌ مِنَ الجَماعَةِ. لكنَّ العِلمَاءَ لَم يَكتَشِفوا أَنَّ نَقصَ هَذا الهُرمونِ يُؤثِّرُ أَيضًا على مُتلازِمَةِ الأمعاءِ المُتَقَلِّبَةِ، وأَمراضِ القَلبِ، وتَصلُّبِ العَظامِ، وغَيرِها، إلّا في الآوانِ.

يُفرِزُ هُرمونُ السَّيروتونينَ مِن قِبَلِ خَلاياِ الأمعاءِ للإنسانِ الذي يَتَمتَّعُ بِنَظامٍ غِذائِيٍّ صِحِّيٍّ ومُتَوازِنٍ. إذا كانَت ميكروبيوتتُنا صِحِّيَّةً ومُتَوازِنَةً، فسَيُنتَجُ السَّيروتونينَ بِانتِظامٍ، وسَيَعيشُ الإنسانُ حَياةً صِحِّيَّةً، وسَعيدَةً، ومُريحَةً، ومُنتَجَةً. أَيُّ تَخَلُّفٍ في ميكروبيوتتِنا سَيُشَوِّشُ على إنتاجِ هَذا الهُرمونِ، وسَيَبدأُ الإنسانُ في التَّوجُّهِ نَحوَ مُشاكِلِ صِحِّيَّةٍ كالاكتئابِ، وصُعوبَةِ النَّومِ، والقَلَقِ، والهَلَعِ، ومُتَلازِمَةِ الأمعاءِ المُتَقَلِّبَةِ، وفِي نِهايَةِ المَطافِ، سَيَبدأُ الإنسانُ في مُواجَهَةِ مُشاكِلِ صِحِّيَّةٍ أُخرى كَثِيرَةٍ.

دعونا نَنظُرْ بِإيجازٍ إلى الأَضَرارِ التي سَبَّبَتْها الحَياةُ الحَديثَةُ لميكروبيوتةِ الإنسانِ: الأَدويةُ الحَيَوِيَّةُ الَّتي يُستَخدَمُها الإنسانُ بِطَرِيقَةٍ غَيرَ ضَرورِيَّةٍ، والغِذاءُ الزِّراعِيُّ والمَربَّى الصِّناعِيُّ، والأَطعمَةُ المُعَبَّأَةُ، والمَشروباتُ الغازِيَّةُ، ودهونُ الجِدرانِ المَنزِلِيَّةُ، ومُضادَّاتُ العَرَقِ، وحَتَّى هُواتِفُ الجُوّالِ، كُلُّ هَذه العُوامِلِ تَؤثِرُ على ميكروبيوتةِ الإنسانِ، وبِذلِك يُفقِدُ الإنسانُ قَدرَتَهُ عَلى إنتاجِ هُرمونِ السَّعادَةِ، ممَّا يُؤدِّي إلى الاكتئابِ، وصُعوبَةِ النَّومِ، والقَلَقِ، والهَلَعِ، ومُتاعِبِ الأمعاءِ، والأَمراضِ القَلبِيَّةِ المُختَلِفَةِ.

إنَّ هُرمونَ السَّيروتونينِ يَعتَبرُ هامًّا لصِحَّةِ الإنسانِ، ويُمكِنُ تَوفيرُ الدَّعمِ اللازِمِ لإِفرازِهِ بِشكلٍ سَليمٍ عن طَريقِ مُسانَدَةِ ميكروبيوتتِنا. والإجابَةُ عَلى كَيفِيَّةِ تَوفيرِ الدَّعمِ اللازِمِ لميكروبيوتتِنا لإِفرازِ السَّيروتونينِ بِشكلٍ سَليمٍ هي الاهتِمامُ أَولًا بِتَناوُلِ الخُضراواتِ، ثُمَّ بِتَناوُلِ المُسَاعِداتِ البَكتيرِيَّةِ والمُسَبِّباتِ البِيولوجِيَّةِ الَّتي تَمَّ تَصميمُ وظائِفَها بِواسِطَةِ عُلَماءٍ مُحَدِّدِينَ.

لِتَحَسِّينِ ميكروبيوتتِنا التي فقدَتْ تَوازُنَها، يُمكِنُ تَوفيرُ الدَّعمِ اللازِمِ لها بِمُساعَدَةِ الإضافاتِ التي تُشكِّلُ دَعمًا شامِلًا لِميكروبيوتتِنا، وتَشمَلُ المُساعِداتُ البَكتيرِيَّةُ المُتَناغِمَةُ مَعَ بَعضِها البَعض، والمُساعِداتُ البِيولوجِيَّةُ الَّتي يَحتاجُها هَذه البَكتيرِيَّة، والمُكمِّلاتُ الَّتي تُشمِلُ أَساسًا خُلاصَةَ النَّباتاتِ القَديمَةِ والَّتي تَمَّ إثباتُ وَظائِفِها عَلى ميكروبيوتَنا. وتَعتَبرُ الاهتِمامُ بِتَناوُلِ الخُضراواتِ بِانتظامٍ مِنَ الجُوانِبِ الأَساسِيَّةِ لِتَحَسُّنِ صِحَّةِ ميكروبيوتَنا التي تَعَرَّضَتْ لِلتَدَميرِ لِسِنواتٍ عِدَّةٍ.

وأُريدُ أَن أُذَكِّرَ مُجدَّدًا أَنَّهُ بِإمكانِنا الفَوزُ عَلى الاكتئابِ والقَلَقِ مِن خِلالِ الاهتِمامِ بميكروبيوتتِنا الصِحِّيَّةِ!

اضغط على ESC للإغلاق